A Commentary on Jami` at-Tirmidhi - Al-Rajhi
شرح جامع الترمذي - الراجحي
اصناف
ما جاء أن النبي ﷺ كان إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [باب ما جاء أن النبي ﷺ كان إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب.
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن المغيرة بن شعبة ﵁ قال: (كنت مع النبي ﷺ في سفر، فأتى النبي ﷺ حاجته فأبعد في المذهب)].
يعني: أبعد في المكان، وهذه عادته في البر، فكان يبعد حتى لا ترى له عورة ولا يسمع له صوت، لكن قد يخالف هذا أحيانًا كما ثبت في الصحيحين من حديث حذيفة: (أن النبي ﷺ أتى سباطة قوم فبال قائمًا)، والسباطة: محل الكناسة، وهي قريب من البلد، وفعل هذا لأسباب، لعله أطال المكث في مكان فاحتاج إلى هذا.
قال: [وفي الباب عن عبد الرحمن بن أبي قراد وأبي قتادة وجابر ويحيى بن عبيد عن أبيه وأبي موسى وابن عباس وبلال بن الحارث ﵃.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح].
فقد أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [وروي عن النبي ﷺ: (أنه كان يرتاد لبوله مكانًا كما يرتاد منزلًا).
وأبو سلمة اسمه: عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري].
قوله: (يرتاد) يعني: يختار مكانًا لينًا ضحلًا حتى لا يصيبه شيء من رشاش البول.
قال في الشرح: [وروي عن النبي ﷺ: (أنه كان يرتاد لبوله مكانًا) أي: يطلب مكانًا لينًا، ولم أقف على من أخرج هذا الحديث بهذا اللفظ، وقد أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة بلفظ: (كان رسول الله ﷺ يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله).
قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد بعد ذكره: هو من رواية يحيى بن عبيد بن رجاء عن أبيه، قال: ولم أرَ من ذكرهما، وبقية رجاله موثوقون.
وأخرج أبو داود عن أبي موسى ﵁ قال: (كنت مع النبي ﷺ ذات يوم فأراد أن يبول، فأتى دنسًا في أصل جدار فبال، ثم قال: إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله)].
3 / 8